الحوار الجاد المنتج درءاً للكارثة
بيان كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السودانية*
الخرطوم في 19 يناير 2016
يبدأ عام 2016 ومازالت البلاد تعيش ظروف النزاعات المسلحة والعنف والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، وعلى الرغم من الجهود المبذولة من أجل تحقيق سلام شامل وعادل في السودان، إلا أن إرادة الأطراف السياسية، بما في ذلك الحركات المسلحة، لم تنجح في التوافق لرسم خارطة طريق، تصل بالبلاد إلى السلام والديمقراطية والتنمية المتوازنة والمستدامة والحكم الراشد.
انطلقت في الفترة الماضية العديد من دعوات الحوار والتفاوض، الا أنها ظلت تفتقر لشروط الديمقراطية والشفافية والشمول، لذا من المتوقع أن تقل فرص الوصول إلى توافق حاسم، ينهي النزاع المسلح ويؤسس لسلام دائم وديمقراطية راسخة؛ إلا أن استخلاص بعض الرؤى والاتجاهات الإيجابية من تلك التحركات يصبح ممكناً، بحيث تصلح للاستناد عليها في تحليل الواقع الراهن ومواقف بعض الفاعلين فيه، وبالتالي في تحديد ملامح ووسائل الحوار السوداني الشامل المطلوب.
بادرت كونفدرالية منظمات المجتمع المدني (الكونفدرالية) منذ تأسيسها، إلى جمع عددٍ مُقدَّرٍ من منظمات المجتمع المدني تحت مظلة واحدة، حماية لبعضها البعض، وتأسيساً لشبكة تدعم مسيرة منظمات المجتمع المدني، وتعمل بفعالية في أي جهد وطني، يعمد للتخطيط للسلام والديمقراطية والحكم الراشد وحقوق الإنسان في السودان، هذا على الرغم من المصاعب ومحدودية المساحة التي تتحرك وتنشط فيها عضويتها، وذلك بفعل المحددات والقيود المفروضة عليها. كما ظلت منظمات المجتمع المدني والكونفدرالية في قلب ذلك المشهد آخذةً في الاعتبار أهمية احتياجات المواطن السوداني بصورة عامة وحاجته بالأخص للسلم والاستقرار كأولوية، مما جعلها تهتم بالحوار ومخرجاته المتوقعة لدفعه للأمام حسب الدور المناط بها.
وانطلاقاً من الدور المحوري الذي يمكن أن تقوم به منظمات المجتمع المدني، في قيادة حوار دائم ومستمر مع المجتمعات المحلية حول موضوعات بناء السلام، والديمقراطية، وحقوق الانسان، والحكم الراشد، أقامت الكونفدرالية لجنة للاجتماع والتنسيق بين مبادرات المجتمع المدني، بغرض تكوين رؤية موحدة. وتم قبول دعوة من الهيئة التشريعية القومية بتاريخ 10 يوليو 2014، بعقد لقاء تشاوري حول الحوار، والذي تم فيه شرح وجهة نظر الكونفدرالية حول ضرورات وشروط الحوار الديمقراطي، المبادئ الأساسية التي يجب أن يتأسس عليها أي حوار ديمقراطي. إضافةً الى اجتماع الكونفدرالية مرتين مع لجنة مجلس السلم والامن الافريقي برئاسة الرئيس ثابو أمبيكي.
مواصلة لهذا المسار، أقامت الكونفدرالية مجموعة من اللقاءات التشاورية بين منظمات المجتمع المدني، في الفترة من مايو الى إكتوبر 2015، مع عضويتها ومع عدد كبير من منظمات ومؤسسات المجتمع المدني الصديقة والشريكة في أقاليم السودان الست، التي تغطي كل ولايات السودان الحالية، كانت محصلتها تقرير مستفيض، يوضح رؤية المجتمع المدني للحوار والقضايا الأكثر أهمية على الصعيد الإقليمي والقومي.
تتلخص أهم مخرجات هذا التقرير في الاتفاق حول دور المجتمع المدني في الحوار وذلك في أربعة محاور رئيسية وهي:
- المشاركة في تأطير الحوار واللقاءات التحضيرية المتصلة به،
- المساهمة في قيادة الحوار وتفعيله على المستوى القاعدي،
- المشاركة في مداولات وجلسات الحوار،
- رصد ومراقبة وتوعية الرأي العام بمخرجات الحوار وتنفيذها.
كما اشتمل التقرير على تفاصيل لأولويات القضايا القومية، والتي تلخصت في:
- القضايا المتصلة بالحكم،
- القضايا المتصلة ببناء السلام،
- القضايا المتصلة بالتشريعات وحقوق الإنسان،
- القضايا المتصلة بالتنمية.
كذلك ناقش التقرير قضايا الأقاليم كل أقليم على حدة، بحيث اعتمد على تغطية كل الولايات وفقاً للوحدات الإدراية القديمة وهي: الإقليم الشمالي، الإقليم الشرقي، إقليم دارفور، إقليم الخرطوم، إقليم كردفان، والإقليم الأوسط.
حتى تصل الأطراف المختلفة، لحوار ديمقراطي، شفاف وشامل فإن الكونفدرالية تدعو كافة الأطراف، إلى جمع وثائق ورؤى ومخرجات الاجتماعات، والمشاورات، والمؤتمرات، واللقاءات، التي تمت خلال الفترة الماضية، ووضعها في منضدة واحدة للتباحث حولها، والخروج منها بصيغة تدعم الوصول لرؤية مشتركة، وتجاوزاً لحالة الاستقطاب الحادة التي لن تفضي إلا إلى المزيد من التشتت والاختلاف.
كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السودانية
الخرطوم في 19 يناير 2016
*كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السودانية ھي ائتلاف من منظمات المجتمع المدني المستقلة تعمل على حمایة أعضائھا وتعزیز قدراتھا لتحقیق مجتمع ديمقراطي في ظل الحكم الرشید في السودان وذلك من خلال أساليب مبتكرة لبناء القدرات والمناصرة والتواصل وبناء المعرفة.
لأیة استفسارات حول ھذا البيان او للانضمام الي عضوية الكونفدرالية، یمكن التواصل معنا على عنوان البريد الإلكتروني:cscso.confederation@gmail.com