_ إعلان كمبالا النسوسودانيات يحفظن الحياة في أزمنة الموت
مؤتمر بكمبالا للنساء السودانيات للتأثير على مسار السلام
كمبالا: عواطف إسحاق – لـ(سودانس ريبورترس) حصرياً:
أكد مؤتمر النساء السودانيات للتأثير على مسار السلام الذي انعقد في العاصمة اليوغندية كمبالا،فى الفترة من 18 إلى 20 أكتوبر الجاري، أن النساء هن الأكثر تعرضاً للانتهاكات في الحروب المتكررة، والأكثر تضرراً من الحرب، كما أنهن أكثر الفئات مصداقية ورغبة لقيادة عمليات المناصرة والحشد من أجل إيقاف الحرب بالتضامن مع كل الفاعلين الوطنيين والإقليميين والدوليين لتحقيق السلام. وهدف المؤتمر إلى التأثير على مسار السلام، ودعم بناء التحالفات لتعزيز القيادة النسوية لدعم السلام المستدام
نظمت المؤتمر كل من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد”، ومركز السلام الدولي للمرأة والسلام.
وقال السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية للتنمية “إيقاد”، وركنه جيبيهيو: “إن المرأة السودانية تعتبر شاهدة وفاعلة في التغيير منذ تأسيس الدولة السودانية”.
وأكد أن نساء السودان يقمن برعاية كل خطوات السلام والعمل على المساءلة وعدم الإفلات من العقاب فى الانتهاكات التي حدث ولا تزال تحدث.
وأشار إلى أن الصراع في السودان أدى إلى معاناة النساء ومواجهة ظروف إنسانية صعبة.
ولفت إلى أن الغالبية العظمى للمتضررين من الحرب الدائرة في السودان، هم من النساء والأطفال.
وأضاف: “يجب علينا صون المرأة السودانية التي أصبحت “نازحة ولاجئة”، مؤكدا على التزام “إيقاد” بدعم الأمن في السودان، عبر عملها على “إجلاس” أطراف الصراع في طاولة “التفاوض”.
المؤتمر الذى انعقد في مدينة كمبالا، شهد مشاركة مجموعة من النساء السودانيات بالعاصمة الأوغندية، كما شاركت عدد من النساء من الداخل السوداني عبر تقنية “زووم”.
قُدّمت للمؤتمر عدداً من الأوراق التي تناولت أوضاع المرأة السودانية بصورة عامة وأثناء الحرب المندلعة في السودان على وجه الخصوص.
وقالت ممثلة مركز السلام العالمي للمرأة، هيلين كيزي، أنهم/ن كمجتمع مدني أفريقي سيعملون بجد من أجل النساء السودانيات.
وأضافت: “سنتحدث عن النساء السودانيات في المنابر التي لا توجد فيها أصواتهن”. مؤكدة على ضرورة الدور الفاعل للمرأة السودانية.
ودعت كيزي لضرورة إشراك المرأة في المفاوضات التي تنشط في تسهيلها جهات دولية وإقليمية بين طرفي القتال في السودان.
وبينما أكدت أن للنساء دور محوري يمكن أن يلعبنه من أجل إيقاف الحرب الحرب، أشارت إلى أن الرجال يتفاوضون من أجل الوصول للسلطة.
وأبدت هيلين استعداد مركز السلام العالمي للمرأة لدعم الحملات التي تقوم بها النساء السودانيات من أجل كشف الانتهاكات ودعم الضحايا ووقف الحرب.
من جانبها، قالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان، أدجاراتو فاتو ندياي، إنّها حينما تتحدث عن السودان تتحدث بقلب مكسور، بسبب أنها عايشت الثورة السودانية في الخرطوم، وكانت متفائلة بجهود الثورة لتحقيق الحرية والسلام والعدالة”.
ولفتت ندياي الانتباه إلى أن الأحداث التي تلت نجاح الثورة السودانية تعتبر أسوأ سيناريو سيناريو يمكن أن يحدث.
وحيّت ندياي جهود المرأة السودانية وإصرارها على مواصلة البحث عن حلول للحرب وإرساء السلام.
وأكدت أن النساء تعرضن لأبشع أنواع الانتهاكات وهن الأكثر ضرراً بسبب استهداف الحرب لهن.
وأوصت ندياي بضرورة تزويد النساء بالمعارف الأساسية اللازمة لخوض جولات تفاوضية متخصصة وذات طبيعة خاصة حول حسن السلوك والصبر وتطوير “مدونة لقواعد السلوك” نسبة لحساسية الحرب في سياق مشاركة المرأة السودانية في مفاوضات وقف القتال.
وقالت ممثلة منصة السلام من أجل السودان سامية أرقاوي: “إن الحرب الدائرة في السودان تهدد الأمن والسلم الدوليين نسبة لموقع السودان الجغرافي” وطالبت بإنفاذ القرار رقم (1325) الصادر من مجلس الأمن الدولي فى 31 أكتوبر2000، والداعي إلى مشاركة المرأة وتمثيلها فى العمليات السياسية وحل النزاعات وحماية النساء والفتيات من العنف القائم على النوع الإجتماعي، وتعزيز حقوق المرأة بموجب القوانين الوطنية. كما طالبت بضرورة العمل على تحقيق السلام والامن، ومواصلة الضغط على طرفي النزاع لوقف الاقتتال.
وكان قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قد طالب الأمين العام والدول الأعضاء وجميع الأطراف الأخرى أخذ التدابير اللازمة في المسائل المتعلقة بمشاركة المرأة في عمليات صنع القرار والعمليات السلمية، والأخذ بدمج النوع الاجتماعي في التدريب وحفظ السلم، وحماية المرأة إضافة إلى إدماج النوع الاجتماعي في جميع أنظمة تقارير الأمم المتحدة وآليات تنفيذ البرامج.
وثمنت أرقاوي التضحيات التي قدمتها المرأة السودانية، مؤكدة أن النساء السودانيات كُنّ على صدارة التحولات التي شهدتها البلاد، معتبرة أن الدور الذي لعبنه النساء السودانيات في ثورة ديسمبر شاهد على ذلك.
ناقش المؤتمر العديد من القضايا وعدد من الأوراق المقدمة من المشاركات من بينها ورقة “النساء السودانيات حافظات للحياة في أوان الموت”.
وأوصت الورقة أيضاً بضرورة الالتزام بالقرار (1325) في مفاوضات وترتيبات السلطة لما بعد النزاع وضرورة دعم النساء إقتصادياً، والاهتمام بقضايا العنف الثانوي كالمخدرات والاكتئاب.
كما نبّهت الورقة إلى أن النساء هن الأكثر تضرراً من الحروب المتكررة وهن أكثر الفئات مصداقية ورغبة لقيادة عمليات المناصرة والحشد من أجل إيقاف الحرب بالتضامن مع كل الفاعلين الوطنيين والإقليميين والدوليين لتحقيق السلام والرفاه للشعب السوداني.
ودعت الورقة لبناء كتلة داعمة للسلام تبدأ بالحوار بين مختلف فصائل الحركات النسائية عن طريق إنشاء كيان لممثلات كل مجموعة وبدء حوار مع القوى المدنية المختلفة.
كما أكدت على أن الكتلة يجب أن تضم الأجسام النقابية ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني والحركات المسلحة بما في ذلك القوى التي لم توقع على اتفاق جوبا لسلام السودان، من أجل المساهمة في تأسيس جبهة لوقف الحرب، والتوافق على المبادئ الحاكمة، والعمل على توحيد مختلف المبادرات السودانية المطروحة لوقف الحرب.
وناشدت مقدمة الورقة المجموعات النسوية برصد وتوثيق حالات الاغتصاب والاعتداءات الجسدية والجنسية وإعداد تقارير مرجعية موحدة.
وأوصى المؤتمر بوضع معايير من أجل تكوين المسار الثاني الداعم للمفاوضات نسبة لأهميته في تشكيل المواقف وإدراج الأجندة النسوية خاصة مع ظهور مجموعات نسوية جديدة تدعو لإيقاف الحرب.
كما أوصى المؤتمر بإنشاء آليات التشبيك بين المسارات الثلاثة؛ النساء على طاولة المفاوضات الرسمية، والمجموعات النسائية الداعمة من المجتمع المدني والأحزاب السياسية، ونساء المجتمع العريض، مع ضرورة صياغة أجندة موحدة لقضايا المرأة، يتم الدفع بها في مفاوضات السلام.
كما أوصى المؤتمر بتكوين مجموعة من النساء من مختلف التخصصات بغرض تقديم وتيسير الدعم الفني للنساء المشاركات من طرف الحكومة وخلق آلية تواصل مناسبة معهن.
ودعا المؤتمر إلى مجابهة الإقصاء الممنهج للنساء من ملفات الترتيبات الأمنية باعتباره (شأن عسكري) كما حدث أثناء مفاوضات جوبا لسلام السودان، ومواصلة السعي لتمليك النساء المعارف الدقيقة في هذه المجالات.
وأشار المؤتمر إلى ضرورة مناقشة أسباب خطاب الكراهية والخطاب الإقصائي والعنصري بافراد مساحة له برؤية نسوية.
كما دعا المؤتمر إلى إعطاء أولوية في دعم الحراك النسوي المحلي من خلال المطالبة بدعم مجهودات إعداد خطط خاصة بالولايات السودانية وهو الأمر الذي ابتدرته هيئة الأمم المتحدة عن طريق تطوير خطة عمل لولاية النيل الأزرق.
وأكد المؤتمر على أن تنشئ جميع منظمات المجتمع المدني والمبادرات النسوية مدونة لقواعد السلوك (code of conduct) لكي لا تُعرِّض الإنقسامات السياسية و الانقسامات الأخرى، مسيرة العمل المشترك للخطر.
وطالب المؤتمر بتكوين مجلس استشاري للنساء في كل الموضوعات التي من المزمع نقاشها داخل قاعات التفاوض، على أن يشكل المجلس الاستشاري همزة الوصل بين المبادرات النسائية والمدنية الأخرى مع آلية تواصل قوية مع هذه المبادرات.
كما أكد المؤتمر على ضرورة المناصرة والحملات والضغط على أطراف التفاوض والوساطة والقوى المدنية الأخرى لدعم أجندة المرأة.
وأوصى المؤتمر بفتح قنوات للتواصل المباشر مع المجتمع الدولي والفاعلين في عملية السلام من القوى السياسية والمجتمع المدني وأهل المصلحة.
وأكد المؤتمر على ضرورة تنوير الرأي العام عبر رسائل موجهة ومباشرة باستخدام وسائل الإعلام المختلفة، فضلا عن إجراء تقارير وبحوث عاجلة تخدم قضايا النساء خلال سير التفاوض.