سلاح التجويع يهدد ملايين السودانيين
المجلس السيادى يضع شروطاً لوصول المساعدات الإنسانية عبر دولة تشاد
سلاح التجويع يهدد ملايين السودانيين
المجلس السيادى يضع شروطاً لوصول المساعدات الإنسانية عبر دولة تشاد
مديحه عبدالله
خلّفت الحرب الدائرة فى البلاد منذ 15 ابريل 2023 أوضاعا إنسانية سيئة للغاية، إذ يحتاج نحو (25) مليون من المواطنين السودانيين إلى المساعدات الإنسانية، ويعانى (18) مليون منهم من انعدام الأمن الغذائى الحاد، ورغم ذلك تواجه العمليات الإنسانية مصاعب تقف عقبة فى طريق وصولها لمن يعانون من الجوع وسوء التغذية فى أماكن نفوذ وسيطرة أطراف الحرب.. ووضع إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة شروطاً لدخول المساعدات للمدنيين حسب ما جاء فى مقابلة مع الـ(بى بى سى) .. وقال إن هناك اتفاقا مع المنظمات الدولية على مسارات معينة لمرور المساعدات الإنسانية للمدنين فى مناطق الصراع، إمّا عبر مدينة بورتسودان أو المطارات المختلفة داخل السودان بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أو عبر الحدود المصرية، حتى يتسنى للدولة السودانية أن تمارس سيادتها وأن تسهل تمرير تلك المساعدات، وأشار إلى أن المساعدات التى تدخل عبر تشاد، قد تشمل تهريب سلاح للدعم السريع، فيما اعترض وزير الخارجية على الصادق على إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود التشادية خلال لقائه بنائب المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمي، ونصح بشراء المساعدات الغذائية من الأسواق المحلية تلبيةً لحاجة المواطنين، إضافة إلى بحث إدخال المساعدات الإنسانية بطرق متفق عليها (دبنقا 5/مارس الجاري)
مخالفة القواعد الدولية الإنسانية
ويصطدم حديث عضو مجلس السيادة مع القاعدة (55) من قواعد بيانات القانون الدولى الإنسانى التى تنص على ضرورة أن (يسمح أطراف النزاع بمرور الإغاثة الإنسانية للمدنيين المحتاجين إليها وتسهل مرورها بسرعة، وبدون عرقلة وتقديم الإغاثة بدون تحيز أو تمييز مجحف مع احتفاظ الأطراف بحق مراقبتها)
وتكرس ممارسات الدول هذه القاعدة كإحدى قواعد القانون الدولى العرفى المنطبقة فى النزاعات المسلحة الدولية أو غير الدولية، وبمقتضى النظام الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية تشمل الإبادة (تعمد فرض أحوال معيشية من بينها الحرمان من الحصول على الطعام والدواء بقصد إهلاك جزء من السكان، وتشكل جريمة ضد الإنسانية متى أُرتُكبت فى إطار هجوم واسع النطاق أو منهجى موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين).
وتنطبق تلك القاعدة على مرور الغوث الإنسانى عن طريق دولة ثالثة، حيث تؤكد المبادئ التوجيهية التى اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة فى العام 1991 بشأن المساعدات الإنسانية على ( حث الدول القريبة من مناطق الطوارئ على أساس المشاركة عن كثب مع البلدان المتأثرة فى المجهود الدولى وذلك بتسهيل عبور المساعدات الإنسانية قدر المستطاع)
كما يصطدم حديثه مع ما تم التوقيع عليه بين أطراف الحرب فى اتفاق جدة مايو2023، حيث نص ضمن بنود أُخرى على (السماح بإستئناف العمليات نسالإنسانية الأساسية وحماية العاملين فى هذا المجال، وعدم وضع عوائق أمام مرور المعدات الطبية أو المنظمات الإغاثية وعدم التدخل فى العمليات الإنسانية وحماية أصول وإمدادات ومستودعات هذه المؤسسات).
ذلك مع ملاحظة أن القواعد الدولية الخاصة بنقل المساعدات الإنسانية لم تلغ سيادة الدول، ولم تمنع مراقبتها، حسب ما جاء فى القاعدة (55)، إضافة إلى أن عضو مجلس السيادة لم يوضح كيف يمكن لقوافل أممية تحمل مساعدات إنسانية أن تكون معبراً لحمل أسلحة للدعم السريع.. ويأتى ذلك السؤال متسقاً مع حقيقة وجود قنوات مفتوحة مع السلطات فى تشاد، وصلت مرحلة العمل لتنشيط الإتفاقيات المشتركة لحماية الحدود بين السودان وتشاد وليبيا، التى تم توقيعها فى العام 2005، وكانت مراقبة الحدود ضمن أجندة زيارة رئيس مجلس السيادة البرهان إلى تشاد يناير2023
ردود فعل وإدانة
يحدث ذلك، فيما تستمر منظمة الأغذية والزراعة العالمية فى إطلاق تحذيراتها من وضع المجاعة فى السودان التى وصلت الى مستوى مقلق حسب ما جاء فى كلمة المدير العام للمنظمة/ مخاطبا الإجتماع الوزارى للدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمى للشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وأعلنت حركة العدل والمساواة (قيادة سليمان صندل) وتجمع تحرير السودان، معارضتها لمنهج الحكومة السودانية، بعدم السماح بدخول المساعدات الانسانية عبر دولة تشاد، ووصفت حركة العدل والمساواة المنع بأنه ينم عن عنصرية بغيضة، وأشارت إلى أن ذلك القرار يأتى فى وقت توقفت فيه القوافل الإنسانية والتجارية التى كانت تتحرك من كوستى إلى مناطق كردفان ودارفور (دبنقا 5 مارس 2024)
سلاح تجويع عبر قطع الإنترنت
يتسبب انقطاع الإنترنت فى أجزاء من ولاية الخرطوم، فى حدوث مجاعة حيث توقف مائتى مطبخ جماعى تكافلى بالولاية من جملة (300) مطبخ بسبب استمرار إنقطاع الإتصالات والإنترنت لليوم السابع والعشرين.
وقالت غرفة طوارئ ولاية الخرطوم في تقرير إن عدد الوافدين إلى المطابخ والتكايا، يزداد يوماً بعد يوم، وأشارت إلى حالات وفيات بسبب الجوع وسوء التغذية، لم تتمكن من حصرها حتى الآن. وأكدت إن بداخل ولاية الخرطوم ما يقارب الـ( 240 ألف) أسرة مهددة بالجوع، مما يتطلب استجابةً عاجلة من كافة الجهات المعنية ( دبنقا 5 مارس 2024).