مؤتمر سوداني لمناهضة خطاب الكراهية تستضيفه العاصمة الكينية نيروبي
التوقيع على وثيقة مجتمعية لمناهضة خطاب الكراهية، بالتصدي لجميع أشكال الكراهية القائمة على التعصب للّون والجنس واللغة والدين، بكل الوسائل السلمية المتاحة
نيروبي : سودانس ريبورترس
أنهى مؤتمر “نحو خطة إستراتيجية وطنية لمناهضة خطاب الكراهية” أعماله بالعاصمة الكينية – نيروبي، بعد مداولات واسعة، استمرّت ليومين (30 – 31 مايو 2025)، اتّسمت بالشمول والشفافية والصراحة، شارك فيها (25) شخصاً، من الفاعلين والفاعلات من منظمات المجتمع المدني السوداني، يمثلون ويُمثلن طيفاً واسعاً من المعلمين والمعلمات، والقادة والقائدات الدينيين، والإعلاميين/ات، والصحفيين/ات، والقانونيين/ات، والدراميين/ات، والرياضيين، وممثلين وممثلات للناجين والناجيات، وضحايا خطاب الكراهية، وصلوا نيروبي، من ولايات مختلفة من السودان، من بينها، ولاية النيل الأزرق، وولاية غرب دارفور، وولاية النيل الأبيض، وولاية جنوب كردفان، وغيرها من الولايات والمُدن السودانية.
المؤتمر الذى تمّ بدعوة من منظمة الإعتدال للحوار وبناء السلام ومناهضة التطرُّف، أُقيم بالعاصمة الكينية نيروبي، بإستضافة كينية كريمة من مجلس الزعماء الدينيين الأفارقة، ومشاركة المنتدي المنتدى الإفريقي للمجالس الإسلامية، عُقد تحت شعار ((جهد تعاوني لمناهضة خطاب الكراهية)) وخرج بتوصيات لمناهضة خطاب الكراهية، على كافة الأصعدة، المحلية والإقليمية والقومية، أبرزها بناء تحالف عريض يشمل القادة الدينيين والمجتمعيين والرياضيين، ومنظمات المجتمع المدني، والصحافة، والإعلام، وأهل الفنون الدرامية والتشكيلية، لمناهضة خطاب الكراهية، وأكّد المشاركون والمشاركات على ضرورة عقد ورش عمل وسمنارات ودورات تدريبية بمواد متقدمة للقيادات المجتمعية، وتصميم ونشر رسائل تدعو للسلام والمحبة وعدم التمييز، عبر المنابر الدينية والمنصّات والمنابر الأُخري.
وجاء فى التوصيات وضمنها، ضرورة وضع مرتكزات مباديء المواطنة والتعايش السلمي فى المناهج التعليمية، وإضافة مكافحة خطاب الكراهية إلى قواعد السلامة والسلوك فى مدونات السلوك التى تُوقّع بواسطة الموظفين والموظفات فى المؤسسات المدنية، مع أهمية الإلتزام بالبحث العلمي، وقراءة وتحليل إتجاهات الرأي العام، للتخطيط السليم، لمناهضة خطاب الكراهية فى السودان.
تمّ التوقيع على وثيقة مجتمعية لمناهضة خطاب الكراهية، تدعو للتصدي لجميع أشكال الكراهية القائمة على التعصب للّون والجنس واللغة والدين، بكل الوسائل السلمية المتاحة. وجاء فى الوثيقة أنّ “خطر خطاب الكراهية يتعدّى اللفظ، إلى إساءة المعاملة، والإقصاء، وإثارة العنف، وإلغاء الآخر بتهميشه أو قتله، بما فى ذلك، إرتكاب الجرائم الوحشية”، كما أكّدت الوثيقة على إيمان الموقّعين والموقعات بأنّ الحياة الإنسانية قائمة على السلام والتعايش والمحبة والتسامح”، والإسترشاد بالتعارف، وأُسس العيش المشترك.
من جهته، أوضح رئيس ((منظمة الإعتدال وبناء السلام للتنمية ومناهضة التطرُّف))، الأستاذ نصر الدين مُفرِّح لـ(سودانس ريبورترس): “أنّ المؤتمر الذي تمّ التخطيط والترتيب له، منذ أربعة أشهر، يرتكز على مؤشرات مشروع (البرش) الذي أُقيم فى شهر رمضان الماضي، فى عشر مُدُن سودانية”، مُضيفاً بقوله، “أنّ المؤتمر يهدف إلى تعزيز قيم التراحُم والتكافل والتعاون المجتمعي، ويدعو للعمل والتنسيق المشترك فى جهود مناهضة خطاب الكراهية، والدعوة للسلام والتعايش والمحبة والتسامح، وتعزيز إدارة التنوُّع وإحترام الآخر والمُختلف”.
يُذكر أنّ منظمة (الإعتدال) تعني بتعزيز الحوار الديني، ومناهضة التطرُّف، ومكافحة خطاب الكراهية، كما تهتم بتحقيق مرتكزات المواطنة الشاملة، وتعزيز حقوق الإنسان.