السودانتقاريرتقاريرسلايدرصحافة حقوق الانسان

“صاحبة الجلالة” تدفع ثمن الحرب قتلاً وإعتقالاً

جهر: نجدد إلتزامنا بالعمل التحالفي والجبهوي، والتعاون مع كافة المنظمات الحقوقية والصحفية والمؤسسات الدولية، وكل ذوى المصلحة فى مناهضة الإفلات من العقاب، وتحقيق العدالة والإنصاف للصحفيين والصحفيات

“صاحبة الجلالة” تدفع ثمن الحرب قتلاً وإعتقالاً

جهر: نجدد إلتزامنا بالعمل التحالفي والجبهوي، والتعاون مع كافة المنظمات الحقوقية والصحفية والمؤسسات الدولية، وكل ذوى المصلحة فى مناهضة الإفلات من العقاب، وتحقيق العدالة والإنصاف للصحفيين والصحفيات

تقرير: أسعد أدهم الكامل       خاص وحصري:(سودانس ريبورترس)   

بمقتل الصحفية، ومراسلة صحيفة الميدان، الأستاذة حنان آدم، وشقيقها يوسف آدم، في منزلهما ‏بقرية ود العشا بريفي المدينة عرب، بمحلية جنوب الجزيرة، من قبل قوات الدعم السريع، بلغ عدد الصحفيين الذين تم إغتيالهم خلال الحرب الكارثية (15) صحفي وصحفية، كما رصد وتوثيق (500) حالة إنتهاك ضد الصحفيين والصحفيات، شملت إطلاق النار، والاحتجاز التعسفي، وفتح البلاغات الكيدية، والإعتداء الجسدي، ونهب المتلكات، واضطرّ المئات من الصحفيين والصحفيات إلى النزوح إلى مناطق يُعتقد أنّها آمنة، وعبر المئات الحدود، للجوء خارج السودان، بحثاً عن الأمان، وبقي المئات يعيشون في ظل ظروف قاهرة، وأخرون نزحوا إلى الولايات “الآمنة”، لكهنم فقدوا وظائفهم، وأدوات عملهم، واُضطُرّ كثيرون وكثيرات إلى البحث عن مهن أُخري.

الصحفية الشهيدة حنان آدم 

مهن بديلة:

عقب مرور (20) علي الحرب الكارثية  فقد الصحفيون والصحفيات مصدر رزقهم، ووسائل كسب عيشهم، والذي نجا منهم من الموت أوالاعتقال أو إطلاق الرصاص، إتّجه إلى ممارسة مهن بديلة، ومن بينهم كاتب التقرير الذي أصبح مزارعاً، وأخرين للعمل في (سوق الله أكبر) في بيع الخضار، وغيرها من المهن المُتاحة، على قلّتها، في وقت مازالت فيه الصحافة الورقية غائبة عن أرفف المكتبات، حتي في الولايات الآمنة، بينما لجأ المئات من الصحفيين فراراً من الاعتقال والموت إلى دول الجوار، يواجهون ظروفاً قاسية، خاصة بالإقامات والتصاريح القانونية، ووجود العمل، وفقدان أدواته، والصدمات النفسية للحرب، في وقت يعاني فيه الصحفيون بالسودان، وبخاصةً فى مناطق سيطرة القوات المسلحة، من إنقطاع خدمات الاتصالات، والانترنت، وغياب التيار الكهربائي، الأمر الذي يُعرقل عملهم، ونقلهم لواقع وحياة الناس، الامر الذي يتسبب فى حرمان المواطنين من الحصول علي المعلومات، وتداولها، ونشرها، في ظل مناخ كثُرت فيه الشائعات والأخبار الكاذبة والمُضلّلة. 

حماية وسلامة الصحفيين:

وفي حديثه قال المنسق العام لـ(صحفيون لحقوق الإنسان – جهر- ) فيصل الباقر: شكّلت حرب 15 أبريل 2024 الكارثية، منعطفاً جديداً فى مسألة (حماية وسلامة الصحفيين)، كما فى (التغطية الصحفية للنزاع)، أو (التغطية الحساسة للنزاع)، وهى قضايا مركزية، ولها أولوية، واسبقية قصوى، فى برنامجنا، وأنشطتنا فى (صحفيون لحقوق الإنسان – جهر – ) ومن أهدافنا الإستراتيجية، لكوننا المنظمة الصحفية الحقوقية الصحفية الرائدة والأولي فى السودان والوحيدة، فى مجال الميديا وحقوق الإنسان، إذ ظللنا نقوم بتدريب الصحفيين والصحفيات طيلة السنوات الماضية على التغطية الصحفية المهنية والاحترافية للنزاعات المسلّحة، بهدف بناء ورفع قدرات الصحفيين والصحفيات، فى هذا المجال الهام، وهذا هو من الواجبات المقدمّة لنا… وأضاف الباقر: هذه مناسبة لتأكيد إشادتنا وتثميننا العاليين، بالجهود التى يبذها زملاؤنا وزميلاتنا داخل  السودان، سوى فى منطقة سيطرة الدعم السريع، أو تواجُد القوات المسلّحة، ونؤكد وقوفنا الصلب وتضامننا مع زملائنا وميلاتنا فى السودان ومناطق النزوح، والنزوح الجديد، واللجوء، حيث يتواجد المئآت من الصحفيين والصحفيات، فى أوضاعٍ صعبةٍ وحرجة، تنتظر المساعدة والحماية، وتأكيد السلامة، لهم ولهن أجمعين… وقال الباقر: لقد ظلّت الصحافة (الميديا) “صاحبة الجلالة” و”مهنة البحث عن الحقيقة”، فى السودان، كما ظلّ الصحفيون والصحفيات، يدفعون أثماناً باهظة فى حرب 15 أبريل 2023 الكارثية، من ترهيب، وتعذيب، وقتل خارج القانون، وإخفاء قسري، دون تقديم الجناة للمساءلة، وهذه الإنتهاكات، هى محل إهتمامنا، بغرض تأكيد المحاسبة، والمسائلة، ومناهضة الإفلات من العقاب، فى الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والصحفيات… ويضيف فيصل الباقر: نحن نعلم تماماً، أنّ البنية التحتية والفوقية العدلية فى البلاد، منذ اندلاع الحرب، ليست على ما يرام، فالقطاع العدلي يشهد انهياراً تاماً، وهذا يجعنا نُفكّر بصورة عملية، فى التقاضي الإستراتيجي، عبر الآليات الإقليمية، والدولية، طال الزمن ام قصُر، وقناعتنا راسخة بالمبدأ القائل: “تأخير العدالة، هو الحرمان من العدالة” أو “العدالة المتأخرة، حرمان منها وانكار لها”، ولهذا، لن نتردّد فى الدفع بجهدنا مع كل شركائنا فى العمل فى تسريع تحقيق العدالة فى الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والصحفيان…  وسرد فيصل مسيرة (جهر) خلال الفترة الماضية، وقال: كُنّا فى (جهر) السبّاقين فى رصد وتوثيق الإنتهاكات التى تتعرض لها حرية الصحافة والتعبير، عبر الرصد والتوثيق والإبلاغ اليومي، وعبر تقريرنا السنوى عن أوضاح حرية الصحافة والتعبير فى السودان، وقمنا بتدريب وبناء ورفع قدرات مئات الصحفيين والصحفيين، فى هذه القضايا مجتمعة، ومازلنا نواصل جهودنا فى إيجاد صحافة حساسة تجاه النزاعات المسلحة، وصحفيين وصحفيات يتملكون حساسية حقوق الإنسان، فى التغطية الصحفية للنزاع، وحساسية النوع الإجتماعي، وأزاح الباقر الستار عن عملهم  في (جهر) وأضاف: نعمل حالياً – عبر شراكات مختلفة – فى جهود توثيق الإنتهاكات التى يتعرض لها الصحفيون والصحفيات، من منظور حقوق الإنسان، بما فى ذلك، التعذيب، والقتل خارج القانون، والإخفاء القسري، وتجهيز ملفّات مكتملة عالية الجودة وإحترافية فى التوثيق، بقصد التجهيز والإعداد الجيّد لتحقيق التقاضي الإستراتيجي، لتحقيق الإنصاف، والعدالة، وجبر الضرر، الذي يتعرض له الصحفيون والصحفيات فى السودان، والتأكُّد من عدم الإفلات من العقاب فى الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والصحفيات، وفى هذه الجبهة نعمل ضمن تحالفات وطنية وإقليمية ودولية، وها نحن نجدد إلتزامنا بالعمل التحالفي والجبهوي، والتعاون مع كافة المنظمات الحقوقية والصحفية والمؤسسات الدولية، وكل ذوى المصلحة فى مناهضة الإفلات من العقاب، وتحقيق العدالة والإنصاف للصحفيين والصحفيات. ونؤكّد أننا ظللنا وسنبقي على اتصال وتواصل وتعاون مع كل المؤسسات المعنية بسلامة وحماية الصحفيين السودانيين، من هم مازالوا فى داخل الوطن، أو من استطاعوا الفرار من حرب 15 أبريل الكارثية. وطالب المنسق العام لـ(جهر)  طرفي الحرب الحرب الكارثية فى السودان، وكل المتحالفين معهما من حركات ومليشيات مسلّحة، وقف الإنتهاكات ضد الصحفيين والصحفيات، وقال: “يتوجّب عليهم الإلتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني، وقانون حقوق الإنسان، فيما يتعلّق بحماية وسلامة المدنيين، وفى مقدمّمتهم الصحفيين والصحفيات”، وأضاف الباقر: “من موقعنا فى الدفاع عن حقوق الإنسان، وحقوق الصحفيين والصحفيات، نُحذّّر كل المنتهكين، بأنّنا لن نتهاون فى قضايا المساءلة والمحاسبة، وعدم الإفلات من العقاب”، وعليهم، أن يعلموا أنّه “ما ضاع حق، وراءه مُطالب”، وسنظل نحن فى (جهر) فى الصفوف الأولي، لحماية حرية الصحافة والتعبير وحماية الصحفيين والصحفيات.

اعتقال تعسفي:

وكان المرصد السوداني لحقوق الإنسان قد أدان توقيف الصحفية رشا حسن، في مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض من قبل أشخاص عرّفوا أنفسهم بأنهم من (قوات العمل الخاص)، وتم إعتقال رشا أثناء تواجدها في محل لتقديم خدمات الإنترنت، حيث تم نقلها إلى سوق الدويم، وإستجوابها في الشارع العام، تحت ظل شجرة، وخلال الإستجواب تعرّضت الصحفية رشا إلى ضُغوط نفسية هائلة، ومن ثمّ نقلها إلى مقر الإستخبارات العسكرية، حيث تم احتجازها بشكل غير قانوني، وخلال التحقيقات، تم طرح أسئلة عليها حول علاقتها بالتقارير المنشورة المتعلقة بالفساد، بالإضافة إلي استفسارهم عن مصادرها الصحفية، وسبب وجودها في الدويم، ووصف (المرصد) تلك الجهة، بأنها تفتقر إلى وضع قانوني، يخوُّل لها القيام بالاعتقال أو التفتيش أو الاحتجاز، وأكد (المرصد) في تصريح صحفي لـ(سودانس ريبورترس) أنّ هذه الاجراءات تخرق بشكل فاضح، الحقوق والحماية المقررين للصحفيين، وفقا ًلقانون الصحافة والمطبوعات لعام 2014م، حيث نصت المادة (28) من القانون، علي حق الصحفي في حماية مصادر معلوماته، وكذلك حمايته من التعرض لافعال غير قانونية، تهدف إلى التأثير علي عمله، وعدم القبض عليه بتهمة تتعلق بممارسته لمهنته الا بعد إخطار النقابة، بإستثناء حالات التلبُّس.

500 حالة إنتهاك:

 

وفي حديثها مع (سودانس ريبورترس)  قالت مسؤولة الحريات بنقابة الصحفيين، إيمان فضل السيد: “هنالك (500) حالة انتهاك مباشرة، طالت الصحفيين والصحفيات، حيث تم قتل (15) صحفيّاً وصحفية، وإطلاق النار مباشرة على (28) صحفياً وصحفية، وهناك (30) حالة إعتداء ونهب ممتلكات للصحفيين بينهم (3) صحفيات وأكثر من (65) حالة إختفاء قسري وإختطاف وإعتقال تعسفي”، فضلا عن تدمير (90%) من البنية التحتية للاعلام، بفعل الحرب والنهب المنظم، مما أدي الي توقف المؤسسات الاعلامية عن العمل، وتشريد أكثر من ألف صحفي وصحفية، وفقدانهم لوظائفهم، وسبل كسب عيشهم، أشارت إيمان فضل السيد، إلى أنّ غالبية الصحفيين والصحفيات، أُضطروا للنزوح القسري، بينما لجأ أخرون إلى ترك المهنة، والبحث عن مهن أخري بديلة، الأمر الذي أحدث أزمة إنسانية ومهنية كبيرة… وأضافت إيمان تمّ قطع الإنترنت، والاتصالات عن(80%) من السودان، مما فرض عُزلة إعلامية كبيرة، وزاد من عملية صعوبة نقل الحقائق، وكشف وتوثيق الجرائم والانتهاكات المُروعة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى