اخبارسلايدر

عين على الدلنج: الأطفال يموتون بسبب نقص الغذاء الحاد

دخل النازحون في مرحلة سوء التغذية الحاد، وبخاصة الفئات الأكثر هشاشة

الدلنج… صرخة إستغاثة رددت صداها الجبال

النازحون دخلوا مرحلة سوء التغذية الحاد

الأبيض: قرشي عوض

حذّر ناشطون في مجال العمل الإنساني بأن العام القادم سيكون الأسواء على حياة النازحين بالدلنج… وقال منسق مفوضية العون الانساني، المهندس مالك حسين، أن الحديث عن المساعدات الإنسانية ليس له أيّ أثر على الأرض، وأن الإتفاق بين دولة الجنوب، وحكومة السودان، لإيصال المساعدات، ظللنا نسمع به منذ توقيعه… ويتوقع مالك أن يكون العام القادم هو الأكثر صعوبة على حياة النازحين، لعدم وجود عمل في المدينة، وإنعدام أي مصادر للدخل، كما أن المنظمات القليلة التي تعمل في توفير الغذاء، سوف تُغلق حساباتها بنهاية العام، ولن يجد الناس حتى “أوراق الأشجار”  لياكلوها، لتوقف الخريف.

وقد ظلت أكثر من عشرِ منظمات، تعمل على الأرض، ولعبت دوراً كبيراً في إخراج الأطفال، من مرحلة سوء التغذية الحرج، بنسبة مابين ٦٠-٧٠٪، وقد تبقى في المرحلة المشار إليها، مابين ١٣٠-١٤٠ طفل، حتى الآن.

وكانت عدة أُسر قد استقرت في الدلنج، عقب الاشتباكات التي دارت في عدة مناطق من جنوب كردفان، وبعضها قادمة من الخرطوم حيث نزحت إلى المدينة  ٢٢٠٠ أسرة، من منطقة (هبيلة) وحدها، وظل  يموت منهم – يومياً –  مابين طفل إلى طفلين، بسبب سوء التغذية الحاد.

وقد ناشد ناشطون – وسطهم – كل حكومات العالم، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني، كما ناشدوا كل مواطن سوداني بالتدخل لإنقاذ الأطفال، وكبار السن، والنساء الحوامل، وأصحاب الحالات الخاصة …  وكانت   أغلب الأسر وقتها  قد تناولت “أوراق الأشجار” (وهو وضع لم يعد مُتاح بعد نهاية الخريف).. بعد نفاد المِنح التي قدمت لهم مثل مِنحة سُميّت محليّاً بمنحة الكباشي، التي شملت 791 أسرة بواقع 9400 جنيه للأسرة، وذلك من أصل 1100 أُسرة. والمنحة الصينية عبر حكومة الولاية التي قدمت 2 كيلو دقيق للأسرة… كما قامت منظمة (قول) بعمل عيادة جوالة وبرنامج (سقيا)… ووزعت منظمة (بلان سودان) مبلغ  700 ألف جنيه لكل أُسرة… وقد غطت هذه المنحة عدد 700 أُسرة من مجموع 1100 أسرة . كما وعدت منظمة (آي آر تي) بتقديم منح لعدد 700 أُسرة، ولكنها،  لم تحدد قيمتها بعد.

 غلاء الأسعار، كان  قد أغلق نافذة الأمل التي فتحتها هذه المنح، حيث وصل سعر ملوة الطحين من الذرة إلى 22 ألف جنيه، وكيلو العدس 12 ألف جنيه، وكيلو السكر 9500 ألف جنيه، مما جعل هذه المبالغ، لا تكفي الأُسرة لمدة 15 يوم.

 وزعت بعض المنظمات، مواد عينية من دقيق، وزيت، وأرز، وعدس، لعدد 40 أُسرة. ووزّع ديوان الزكاة 750 جوال دقيق، ومثلها أرز، وبعدها، انقطع عمل المنظمات، والجهد الحكومي، ونتج عن ذلك دخول أغلب النازحين في مرحلة سوء التغذية الحاد، خاصة الفئات الأكثر هشاشة، وواجه وقتها 67 طفل الحالة الحادة ومايقارب 96 طفل مازالوا يعانون في الحالة المتوسطة.  

وكان نازحوا منطقة (هبيلة) قد وصلوا إلى مدينة الدلنج، في شهر ديسمبر من العام الماضي، فيما ذهب بعضهم إلى الأبيض، والبعض الآخر إلى محلية (القوز) التي تضم كل من (الدبيبات، والحمادي، والقرضاية، وقري القوز).

الكرقل وحجر جواد))هجوم على  وكانت المجموعة التي حضرت إلى الدلنج علي موعد تزامن مع هجوم آخر، نفذته قوات الدعم السريع، علي المدينة التي جاوا إليها بعد أن هوجمت منطقتهم،  فقدموا لمنطقة نزوحهم الجديد، بلا مأوي، أو مأكل، أومشرب، أو متاع، وتوزعوا علي إثني عشر مركزاً، في المدارس، التي كان قد سبقهم إليها، نازحون من مناطق (البكمة ولقاوة)، فيما إستغل جزء آخر المنازل التي فرّ أهلها منها، إلى أطراف المدينة، وقد واجهتم مشكلة الغذاء أول قدومهم، في وقت توقفت فيه المنظمات العالمية، عن العمل بسبب اشتداد زطأة الحرب فى المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى