الرأيتحقيقاتتحقيقاتتقاريرراي ومشاركاتسلايدرصحافة حقوق الانسان

ولاية الجزيرة : إنهار الوضع الصحي، وتعطلت نحو (90%) من المستشفيات بمناطق سيطرة طرفي الحرب بسبب تدميرها أو قصفها، أو استخدامها كثكنات عسكرية

من نجا من الموت بآلة الحرب والجوع، يموت بالمرض المزمن والمستوطن والمعدي، والإصابات، والأوبئة والحميات والكوليرا

 

ولاية الجزيرة: إنهار الوضع الصحي، وتعطلت نحو (90%) من المستشفيات بمناطق سيطرة طرفي الحرب بسبب تدميرها أو قصفها، أو استخدامها كثكنات عسكرية

 من نجا من الموت بآلة الحرب والجوع، يموت بالمرض المزمن والمستوطن والمعدي، والإصابات، والأوبئة والحميات والكوليرا

تقرير: أسعد أدهم الكامل

خاص: سودانس ريبورترس

وصفت طبيات، ومواطنون الوضع الصحي بالسودان بالكارثي، وحذروا من تفاقمه بشكل أوسع في ظل إنتشار لأمراض معدية مثل (السل) و(الكوليرا) و(شلل الأطفال) و(الحصبة) وقالوا إن حوالي (45) ألف طفل مهدد بسوء التغذية و(176) ألف إمراة حامل ومرضعة مهددات بالموت، فضلاً عن تسجيل نحو (16) ألف إصابة بمرض السل… وتعتبر الصحة الهدف (6) من أهداف التنمية المستدامة والخاص بالمياه النظيفة والنظافة الصحية. ويُعتبر الحق في الصحة وحقوق الإنسان الأخرى المتصلة بالصحة بمثابة التزامات ملزمة قانونياً منصوص عليها في صكوك حقوق الإنسان الدولية. كما يعترف دستور منظمة الصحة العالمية في الحق في الصحة، ولكل إنسان الحق في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية. والبلدان مُلزمة قانونياً بتطوير وتنفيذ تشريعات وسياسات تكفل حصول الجميع على خدمات صحية جيدة ومعالجة الأسباب الجذرية للتفاوتات الصحية، بما في ذلك الفقر والوصم والتمييز.

وضع صحي منهار..

 وقالت الدكتورة أديبه إبراهيم السيد أخصائية الباطنية والاوبئة، وعضوة اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في حديثها مع (سودانس ريبورترس) إن الوضع الصحي كارثي ومتفاقم، وتعطلت نحو (90%) من المستشفيات بمناطق سيطرة طرفي الحرب بسبب تدميرها أو قصفها، أو استخدامها كثكنات عسكرية. وأضافت الأطباء والطبيات كانوا حريصين علي مواصلة عملهم وإنقاذ المرضي من خلال فتح حالات الطوارئ، والذهاب إلى المستشفيات التي تم نهب معداتها، وقتل الأطباء والطبيات وتهديهم وإعتقالهم،  بجانب عدم توفر العلاج والمعدات الطبية والأمان، هذا أدي إلى هجرة واسعة للكوادر الطبية، وأشارت إلى توقف خدمات ودعم (57) منظمة دولية طبية كانت تدعم بعض المستشفيات، وعقب توقفها أصبح العلاج غير متوفر، وليس هنالك ممرات أمنة لحماية الأطباء والكوادر الصحية، وإيصال الدواء والعلاج، فالمواطن مهدد من قِبل طرفي الحرب…

 وتشهد المدن والولايات “الآمنة” تكدساً كبيراً للنازحيين، وإنتشاراً للحميات، مثل حمي الضنك والملاريا والكوليرا والسل وسوء التغذية، وأضافت هذه الأمراض صعب حصرها ومعالجتها، وتابعت (الوضع الصحي منهار تماماً، وهنالك أكثر من 45 ألف طفل يعانون من سوء التغذية و 176 ألف إمراة حامل مهددات بالموت وسوء التغذية)… وقالت د. أديبة إن ضغط النزوح، يتسبب في حالات الاجهاض والنزيف الحاد، وسط الحوامل… ولفتت الإنتباه إلى أن المجاعة بولاية جنوب كردفان، تسببت في أمراض مثل السل وسوء التغذية والحميات… وناشدت المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة، ووكالاتها المختلفة، بمد يد العون للشعب السوداني، وتوفير العلاج والدواء والغذاء.

تدمير 60 مرفق خدمي:

من جهتها قالت طبيبة فضلت حجب إسمها لدواعي أمنية، في حديثها مع (سودانس ريبورترس) إن الحرب تسببت في نزوح أكثر من  11 مليون شخص، مابين نازح ولاجئ، وهذه أكبر حالة نزوح في العالم الآن، فضلا عن الحاجة الملحة لايصال الغذاء والدواء لأكثر من 26 مليون شخص إلى المساعدة والدعم الإنساني العاجل، بينهم 14 مليون طفل، و15 مليون سوداني يفتقرون إلى الرعاية الصحية، و80% من المرافق الصحية لا تعمل، وتم قصف وتدمير أكثر من 60 مرفق خدمي، واحتلال بعضها، واستخدامها كثكنات عسكرية، ومنصات للقتال، فضلاً  عن معاناة أكثر من 11 مليون سوداني  في الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة، ومقتل نحو 70 من العاملين في مجال الصحة، مضافاً إلى معاناة أكثر من  730 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، وازدياد معدلات الوفاة، بسبب الجوع وسوء التغذية، وسط الأطفال والبالغين، حيث يموت طفل كل ساعتين في معسكرات النازحين وشخص بالغ يوميا من كل 10 ألف مواطن.  وتتضاعف كل تلك الأوضاع المأساوية بسبب تمدد رقعة الحرب،  المتزامنة مع سياسة التجويع المتبعة في هذه  الحرب، والتي تنجلي في خروج أكثر من  70% من مناطق الإنتاج الزراعي عن دائرة إنتاج الغذاء، مما تسبب في فشل  الموسم الزراعي الشتوي والصيفي للعام 2023. وهذا يجعلها تتجاوز معايير المجاعة المعتمدة لدي الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة.

تدكس الجثث:

ولفتت الطبية الإنتباه إلى انهيار النظام الصحي بالكامل في 13 ولاية، إلى جانب قصور كبير في بقية الولايات، حيث تدهور الخدمات الطبية، وعدم استقرارها وجودتها، في المرافق العامة، وارتفاع أسعارها بشكل كبير، مما يُثقل كاهل المواطن المطحون إقتصادياً، حيث لا مرتبات ولا عمل، وعدم إهتمام وزارة الصحة بالمرافق والمعينات والكادر، وهناك مشكلات أُخري منها غياب التحضير المبكر لفصل الخريف، وتكدس الجثث، والأوساخ والنفايات، إزدحام دور الإيواء، وعدم وجود خدمات صحية، وصرف صحي جيد بها، وغياب نظام التقصي والإستجابة السريعة، وغياب دور المعامل المرجعية، فضلاً عن هجرة الكوادر الطبيه المدربة، ونقص المعينات والأدوية، ومن ضمنها المحاليل الوريدية، المسكنات، أدوية التخدير،  المضادات الحيوية، الأدوية الضرورية، أدوية الأمراض المزمنة،  والأمراض المعدية، والمنتشرة، وأمصال التحصين للأطفال، وأمصال لدغات الثعابن والعقارب، وأدوية الدرن والإيدز وغيرها… وأضافت من نجا من الموت بآلة الحرب والجوع، يموت بالمرض المزمن والمستوطن والمعدي، والإصابات، والأوبئة والحميات والكوليرا. حيث انتشرت عدة أوبئة في الآونة الأخيرة مع إهمال كامل في التقصي عنها والتصدي لها.

سيطرة طرفي الحرب:

أما واقع الحال بولاية الجزيرة، أدناه، يتناول التقرير محليات الجزيرة المختلفة وطبيعة سيطرة طرفي الحرب علي تلك المحليات، وعدم وتوفر العلاج بكل محلية… أولا محلية الكاملين، وحداتها الإدارية وهي الكاملين المدينة-المعيلق-السريحة-المسيد-الصناعات عدد القري والكنابي (152)، القري (85) والكنابي (67) … محلية الكاملين تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وبها مستشفي، وعدد من المستشفيات الخاصة، لكنها توقفت تماماً… أما المستشفي الحكومي، فقد هجره غالبية الأطباء والطبيات، الذين نزحوا إليىولايات أخري، فالعلاج والدواء غير متوفر، وهنالك معاناة كبيرة لدي المرضي، الذين يذهب غالبيتهم إلى شندي بولاية نهر النيل، لتقلي العلاج، أما منطقة السريحة، وهي وحدة إدارية، كانت بها مستشفي، لكنه توقف تماماً عقب هجوم الدعم السريع علي السريحة، وهجرة أهلها من المنطقة، كذلك هنالك مستشفي التكينة، ومستشفي (ألتي) توقف أيضا، وهنالك بعض المراكز الصحية، والعيادات الخاصة، بكل من المسيد والمسعودية والباقير والنوبة واللعوتة الحجاج، التي تم ترحيلها والهجوم عليها، بجانب مستشفي المعيلق الريفي، وعدد من المراكز الصحية، والعيادات، ببعض القري الكبيرة، كذلك، توقفت ماعدا مستشفي المعيلق الذي لا يتوفر به العلاج.

محلية الحصاحيصا:

الوحدات الادارية، وهي الحصاحيصا المدينة-أبوعشر ودحبوبة-المسلمية-أبوقوتة-طابت-الرِبع-المحيريبا عدد القري (629) الكنابي (285)… تتميز الحصاحيصا المدينة بوجود خدمات كبيرة، ومستشفيات، والمدارس الحكومية والخاصة، نفس الحال بمحلية الكاملين ينطبق على محلية الحصاحيصا التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع، حيث خرجت العديد من المراكز الصحية بالقري، والعيادات توقفت، وكذلك العيادات الخاصة بالحصاحيصا، ومنطقة أبوقوتة فى الشمال الغربي لولاية الجزيرة، وكانت الحصاحيصا المدينة، قد شهدت ضرب بطيران الجيش، أدي لوفاة مدنيين، بينما هاجم الدعم السريع، غالبية قري المحلية، مثل الولي، وقري الحلاويين، والمحيريبا، وسليم، وأبو شنيب، وغيرها.

محلية جنوب الجزيرة:

الوحدات الادارية، وهي :الحوش- المدينة عرب- ود رعية -الحاج عبد الله-بركات كل وحدة إدارية بها مستشفي ريفي، وعدد من المراكز الصحية، ونفس الحال الذي بمحليتي الكاملين والحصاحيصا، ينطبق علي محلية جنوب الجزيرة، التي خرجت العديد من المراكز الصحية بالقري والعيادات توقفت وكانت قري جنوب الجزيرة التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع، قد شهدت هجمات واسعة للدعم السريع، الأمر الذي دفع غالبية القري للهجرة والنزوح مثل الحوش وود نعمان وود الزين وغيرها.

محلية المناقل:

الوحدات الاداريه: هي مدينة المناقل — ريفي المناقل — الكريمت — الهدي – الجاموسي… ويقدر عدد القري (269) وعددالكنابي (217) … المستشفيات التخصصية الريفية (2) المراكز الصحية (68) الشفخانات (92)… محلية المناقل، تقع تحت سيطرة القوات المسلحة، وتعتبر المناقل العاصمة البديلة لمدينة ود مدني، حيث تتوفر فيها الخدمات الصحية، والعلاجية، لكنها مكلفة جداً ويتطلب الوصول إلى المناقل، تجاوز صعوبات أمنية كبيرة، خاصة بالارتكازات المنتشرة للدعم السريع في الكباري، والترع، حيث يتم نهب المدنيين، وترويعهم، وكذلك إرتكازات الجيش و”المقاومة الشعبية” بالقري المجاورة للمناقل، حيث يتم تفتيش المركبات، بشكل مكرر، وسؤال المدنييثن عن أسباب الزيارة في ظل هذه الوضعية، إذا كان هنالك مريض، فقد يزداد وضعه الصحي حرجاً، بسبب التأخير، وطول الرحلة المرقهة والمكلِّفة أيضا.

محلية القرشي:

الوحدات الاداريه : معتوق — العزازي – الماطوري عدد القري(260) عدد الكنابي (208) المستشفيات الريفية (2) المراكز الصحية (52)… الشفخانات(243)… تقع محلية القرشي تحت سيطرة القوات المسلحة، لكنها تعاني من نقص الخدمات الصحية، وعدم توفر العلاج… ويقول المواطن علي جلوكا في حديث خاص مع (سودانس ريبورترس) إن مستشفي القرشي التي تبعد عن قريتهم حوالي 15 ساعة بالسيارة، تعاني من نقص الدواء والعلاج، وقِلة الكوادر الطبية والصحية، غير أن جلوكا عاد، وأشار إلى ظاهرة تجار الحروب، والسمسارة، الذين أصبحوا يتاجرون في صحة الإنسان وبيع الأدوية والعلاج – عبلى حد تعبيره – … وحول وصول دعم صحي من المنظمات، أو الحكومة، نفى وصول أي دعم طبي وصحي، لإنسان القرشي، الذي أحاطت به المشاكل، من فقرٍ ومرضٍ وجوع. وأتفق المهندس محسن النعمة مع ما ذكره علي جلوكا، وقال محسن في حديث مع (سودانس ريبورترس) إنهم يتلقون العلاج في مستشفي الهُدي، لكن هذا المستشفي، يتفقر لأبسط الخدمات العلاجية، وكانت الهدي، ومناطق العقدة والقري المجاورة لها، قد شهدت هجمات، من قِبل قوات الدعم السريع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى